العيد في الكوت

من طرف **white dream** الأربعاء سبتمبر 08, 2010 8:08 am

السلام عليكم احبتي ورحمه الله وبركاته

كانت الكوت مدينه صغيره قبل ان تتحول مع الزمن الى مدينه كبيره بالصوره التي نراها الان .. وكانت مراسيم الاحداث اجمالا مراسيم بسيطه يمارسها الناس ويحرصون على خصوصيتها اسوه بباقي مدن العراق .. ومن هذه المناسابات العيد واقصد به عيد الفطر المبارك لانها تختلف قليلا عن مراسيم عيد الاضحى المبارك والذي كنا نسميه العيد الكبير ..بينما عيد الفطر ..العيد الصغير .. ولعل هذه التسميه ولدت نسبه الى عدد ايام عيد الفطرالتي هي اقل من عدد ايام عيد الاضحى ..وفي كلا العيدين كانت الفرحه والسرور تعم المدينه واهلها ... واقضيتها ونواحيها وقراها ...

يستعد الناس جميعا للعيد .. حيث تزداد حركه بعض المهن كالحلاقيين والخياطيين و شراء الناس لملابس واحذيه العيد...كان في الكوت محلات بسيطه للملابس وقليله يرتادها الناس... فيما كانت هناك متجرين او ثلاثه للاحذيه وهي باتا (مقابل مركزشرطه البلده القديم الان تم هدمه ) وساسكو...في المشروع ومحل اخر قرب المشروع ايضا .. وكان ملتقى الناس عند هذه المحلات يزيد من البهجه والاستعداد للعيد .. بينما كان فرن المرحوم عباس رجب ( العباسيه قرب المستشفى حاليا بنيت مكانه عماره فيها محلات ملابس الشباب) ...وباقي الافران في حركه دائمه وسهر لمنتصف الليل وهم يقومون بشوي الكليجه (وهي نوع من انواع المعجنات الخاصه بالعراق ) .. حيث كنا نشاهد حركه العربات الصغيره وهي تجر صواني الكليجه المتجه الى الافران ... وكنا نعرف ان هذه الكليجه تعود لبيت فلان او فلان ....
وكان هناك الحلاقيين .. وخصوصا في الخطه الحسينيه تزدحم محلاتهم وينتظمون بالدور .. واشهرهم المرحوم حبيب تبينه وداودالحلاق وتوفيق المزين رحمه الله عليهم .. وغيرهم طبعا الكثير وارجوا ان تعذروني على عدم ذكر اسماؤهم .. حيث يتوجهون الشباب بعد الحلاقه الى الحمامات وكانت عندنا في الكوت ثلاثه حمامات مشهوره وهي حمام سعيد وحمام هلول ..

وفي مساء ليله العيد يقف الناس امام الشط في الشرقيه والمشروع وكذلك في العزه يستهلون هلال شهر شوال الذي يؤذن ليوم العيد وغالبا ماكان هناك اشخاص معروفيين يمتازون بقوه للنظر يشاهدون الهلال ويذهبون الى بيت السيد يؤدون الشهاده امام السيد اعترافا بانهم شاهدوا الهلال ..و يبقى بيت السيد طوال ذلك المساء في حركه دائبه وسؤال عن الموعد الحقيقي للعيد ... واذا شوهد الهلال في العزه فاننا كنا نسمع اطلاقات من هناك اشاره لمشاهده الهلال ( كانت الاطلاقات لاتسمع في الكوت ابدا ) !!!!!!

وفي تلك الليله يعود اللينا ابو الطبل (ابو التنكات ) ليطبل ويدق لنا من جديد ولكن ليس منتصف الليل .. ايذانا بان غدا العيد وسوف ازوركم غدا صباحا لتلقي العيديه ومما تجود به انفسكم ...

وفي صباح العيد كان الجميع يذهب للمسجد الكبير لاداء صلاه العيد ودفع زكاه الفطر للمحتاجين وتقبل التهاني ....و من اشهر العادات التي يتميز بها اهل الكوت هو التواصل في العيد حيث كنا نقسم ايام العيد على عدد الاقارب والاصدقاء والجميع في حركه دائمه في زيارات الاهل والاحبه وتبادل التهاني ..وللاسف ضعفت هذه الحاله مع تقدم السنين وانشغال الناس بالحياه الماديه وبدايه سياسات النظام الذي حكم العراق بالحديد والنار ...وكانت زيارات الاهل والجيران من اقدس التقاليد .. وهناك مناسبات الزواج والخطوبه وتصالح المختصمين ..

اما الاطفال فكان العيد عندهم بمثابه الفرحه المنتظره .. ومن اشهر مظاهر العيد للاطفال العيـــديــه .. وهو اعطاء النقود للاطفال واعطائهم حريه انفاقها في وسائل اللهو التي تشيد قبل العيد بايام معدود ... وهي مراجيح وديلاب الهواء (هكذا يحلوا لنا تسميته).... وعربات التجول التي تجرها الخيول .. حيث يخرج جميع الاطفال الى هذه الاماكن لقضاء اجمل الاوقات هناك تبقى في مخيلتهم ايام وسنوات طويله ... وكان بعض منها في الحاوي قرب سيد نور عليه الرحمه .. وقرب الامام سيد ابو الحسن رضوان الله عليه وبعض الاماكن الاخرى .. وكنا نعد ايام العيد ونحسبها ..

اللهم اني اسالك بحق يوم العيد الذي خصصت به رسولك محمد صلى الله عليه واله وامته ان تعيد علينا العيد السعيد وبلدنا وشعبنا في امن وامان وعافيه وبركه ... اللهم انشر الرخاء في بلدنا الحبيب وفي مدينتي الجميله واعد لنا زهؤها وماضيها الجميل ... واحرسها بعينك يارب العالمين ...
اللهم ارحم شهداء الكوت وامواتنا ... واسكنهم الجنه .... اللهم من على جرحانا بالشفاء العاجل .. وارزقهم حياه جديده ملؤها الفرح والبهجه....اللهم احفظ شباب مدينتي واهلي وارزقهم الخير والسعاده ... وفقهم لحفظ دينك وبناء مستقبل زاهي ومجيد ...... انك سميع الدعاء